الخلوة وشروطها
الخلوة وشروطها
هي أن تنقطع عن الناس وتختلي بنفسك مع الله، تتعبد وتحرم نفسك من الشهوات الدنيوية حتى تسمو روحك
بحيث تكون فترة انقطاعك عن الناس خالصة لوجه الله، وتقضي هذه الفترة تتفكر في الملكوت وخالقه
ولا تقتصر الخلوة على الذكر، فالذكر لا يغني عن الفكر، ومن كان مع الله فالله عز وجل معه، ومن تمسك به أعانه ونجاه مما يخاف ويحذر، ومن استعان به وتوكل عليه كفاه همه ولم يكله لغيره سبحانه وتعالى أيضاً إخواني الأعزاء للخلوة شروط لا بد من توافرها حتى تأتي بثمارها، ولا يذهب العمل بها هباءً منثورا، ونسأله تعالى أن يرزقنا ويهدينا إلى الصواب في القول والعمل، فأقول بعد التوكل على الله بعض شروط الخلوة ومن له من إخواننا أي إضافة مفيدة للجميع فمرحباً بالإضافة وكاتبها الجزم وهو القطع بنتائج العمل، وذلك لقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ). الكتمان بأن تفعل الخلوة في مكان لا يراك فيه أحد إلا الله، ولا تفشي سر الخلوة وما يحصل فيها من كشف أو من الأسرار التي يمن الله عليك بها، فمن باح سره لغير أهله خسر الكثير، ولا يعرف معنى الكتمان إلا من رأى الفائدة من الكتمان. التقوى ويدخل فيها أكل الحلال، وترك إيذاء الخلق، واحتمال الأذى، وترك الغيبة والنميمة، وكل الأخلاق الرذيلة، حتى ترى من أسرار الملكوت والجبروت ما لم يعرفه إلا الصالحين والزهاد، ومن هم من أهل الله.ملازمة البخور المذكور فلكل عزيمة وقسم ما يخصه من البخور لا يصح إلا به، وفي بعض الخلوات يمكن أن يكون البخور ذو الرائحة الطيبة بديلاً للبخور المطلوب، وفي بعضها لا يجوز أن يكون إلا البخور الأصلي، وذلك يكون في الخلوات الخاصة. قراءة القسم أو العزيمة تلاوة صحيحة قدر الإمكان، ولو كان حفظها عن ظهر قلب لكان أفضل وأحسن وأجود، وتلاوتها بالعدد الواقع عليها لا زيادة ولا نقص، نهائياً، فالعدد مثل أسنان المفتاح لو زاد أو نقص لا يفتح. لا يجوز الكلام أثناء تلاوة القسم أو العزيمة بكلام الدنيا حتي لا تصرف همتك وذهنك عما أنت فيه، والحرص كل الحرص من أي شيء ممكن أن يشغلك عن التلاوة، ففي مثل هذه الأوقات يكون الشيطان لعنه الله متأهباً ليذكرك بأي شيء ممكن تفكر فيه، ليشغلك عن التلاوة ويلهيك عنها. من يدخل الخلوة لا ينام إلا إذا غلبه النوم، فمن طلب العلا سهر الليالي، وأذكر مقولة لأخي العزيز اسماعيلي ألا وهي من ترك الكسل ذاق العسل. تجديد الوضوء كلما أنتقض فالوضوء سلاح المؤمن وحصنه المنيع، والاغتسال يومياً شرط لا بد منه في الخلوة، مع ملازمة الطهارة ثوباً ومكاناً وبدناً.. تلاوة القسم أو العزيمة بترتيل بدون عجلة ولا تسرع. كثرة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم قدر الإمكان، فهي المفتاح الأول للعلوم الروحانية على الإطلاق. عدم الدخول في أقسام أو عزائم أخرى، بل تكون الخلوة لقسم أو عزيمة واحدة فقط، فلا يجوز دخول الخلوة وتلاوة مثلاً العزيمة الرهتية مع دعوة الرشيدي مع فسم الطاعة وهكذا.. على الذي يدخل الخلوة الجلوس مستقبلاً القبلة قدر الإمكان، والجلوس كهيئة الصلاة، وإذا أحس بالتعب يجلس متربعاً مراعياً بذلك استقباله للقبلة. النية شرط لا بد منها في كل الأحوال ولا يصح أي عمل إلا بالنية. التحصين بالتحصين القاطع سواء كان التحصين محمولاً أو مشروباً أو معلق. خلو المعدة من فضول الطعام إلا ما لا بد منه، اجتناب أكل ( الروح وما خرج منها ) واجتناب أكل ما له ريحة كريهة كالثوم والبصل