لإظهار ضوء النهار بالليل فقم بالتالي :. إذا أردت إظهار شيء من الغرائب والعجائب وهو إضاءة الليل بنور النهار، تأخذ من السندروس وزن مثقال ومن الزعفران المطحون مثله ومن المعزة الحمراء وزن مثقال ومن الصمغ العربي الأحمر بلا بياض فيه وزن مثقال ومن بزر اليبروح مثقالين وتسحق كل هذه المواد سحقا ناعما ثم يوضع بماء اللقاح وزن مثقال ثم يوضع بلبن المرأة وزن مثقالين وإن لم يوجد لبن امرأة يؤخذ لبن ضأن عوضه، ثم تجعله في الشمس نهارا کاملا من أول طلوع الشمس إلى غروبها ثم يوضع في الليل تحت النجوم من أول الليل إلى قرب شروق الشمس، ثم تأخذ خرقة من كتان تقص من ثوب جديد ترسم فيها من مواد الخلطة التي ذكرناها صورة فرس له قرنان في رأسه وجناحان كبيران في موضع الأجنحة، وذنب طويل ويكون على شكل حية لها رأسان وعينان ، وله في موضع عرفه شعر كثيف كثير بعضه منسدل وبعضه قائم ويكون الفرس لونه أحمر، ويكون الطالع وقت رسمه برج القوس، فإن رسمتها على هذه الصفة فاجعلها في الشمس بعد الفراغ من التصوير من غیر تراخ ولا تأخير حتى تجف، ثم خذ أربع قطع من زجاج مصبوغ بصبغ أحمر وإن كانت الأربع قطع فصوصا صح أيضا، ثم تشد في كل زاوية من زوايا الخرقة التي بها الصورة قطعة من القطع الأربعة ويكون شدها بخيط ابریسم أحمر، ويكون شدها قوية محكماً ثم تعلق الخرقة مع ما معها في سقف بيت واسع إما بخيط وإما لصقاً، ثم تضع بخوراً من الأشنة والسندروس وقشور الكندر وقشور الفستق والنبق والجوز من كل واحد وزن درهمين وتدخن بها البيت ويكون باب البيت مغلقاً حتى نفاذ الدخان وتغلق الباب غلقاً محكماً ولا يجعل أحداً يدخل فيه فإذا أظلمت الدنيا فعلق على باب البيت ستراً وليكن أحمر اللون وافتح الباب المغلق بعد انسدال الستر من ورائه فإنك ترى البيت كله يصير مضيئا كضوء النهار وهو لا يشبه ضوء الشمس ولا السراج فإذا أردت أن تظهر ذلك للناس الذين حضروا البيت فارخ الستر ثم أغلق الباب من الداخل فإنهم يرون الضوء في جوف البيت، وقالوا إن ذلك من العجائب .