العزيمة الزاجرة

العزيمة الزاجرة

وهو زجر عظيم لاستحضار الأرواح وطاعتهم وهو يكشف عن رؤيتهم عياناً وهو حرز مانع لا يسطو على تاليه طاغي ولا عون مارد بأذية وضرر وهو هذا : الله الكبير العظيم، ونَسَبكَيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السميع العليم ﴾ [البقرة : ۱۳۷] سبحان من ألجم الجن بكلماته فانقادت بقدرته ومخافة سطوته ونقمته فقهرهم بشدة قهره وأنقذ منهم المؤمنين بعهده سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وخطف البرق بقدرته مسرعاً وطارت الشياطين هاربة وفزعة، وعنت الوجوه للحي القيوم خاضعة لربوبيته دهشاً وتضعضعت الأركان دون حجابه تحيراً سبحان من خلق الليل والنهار والفلك الدوار سبحان القدوس قدوس صفي كعي مميال أرادته الملائكة خروا سجداً وتقطعت الصواعق من الله فزعاً وسكنت الأرض خوفاً وهلعاً، اللهم سخر لي ملائكتك لأستدل على عظيم ربوبيتك واكشف لي عن أسرار غوامض رحمتك واجعلني مستحقاً لتسبيح قدرتك وسخر لي خلقك من الجن والإنس أجمعين. في أقسمت عليكم أيتها الملائكة الأرواح اللطائف الخفية عن الأبصار الحاضرة الأسرار بالله خالقكم الرحمن يذيقكم بقدرته وخلقكم بحكمته وصوركم باتقانه وخصكم ببرهانه إلا ما أسرعتم إلى ما أدعوكم إليه وأقسم عليكم بالذي ألجم الجن بكلماته فانقادت إلى ما يدعوها إليه، وأقسم عليكم بالاسم الأعظم المكتوب على الراحة اليمنى الذي إليه الملائكة يخرون سجداً، بحق هذه الأسماء إلا ما ظهرتم وانكشفتم وتمثلتم لي في صورة بني آدم من غير خوف ولا فزع ولا مكروه ينالني منكم بحق هذه الأسماء العظيمة المباركة، اللهم إني أسألك بالنظرة التي نظرت بها إلى نورك قشعشعته فصار منه دخان سماواتك وخلقت عرشك فرفعته أسألك يا رب بتلك النظرة أن تسخر لي من الروحانيين من دعوته وتصرف عني شرورهم ما أخافه إنك على كل شيء قدير، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَتَيكَيْهِ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بين أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ، وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ربَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَفِرِينَ [البقرة: ٢٨٥-٢٨٦)؛ تمت وكملت .